الاخبار

يسعدني ويشرفني أن أكون معكم اليوم، في أفتتاح هذا العرس الثقافي الكبير، افتتاح معرض عمان الدولي للكتاب في دورته السادسة عشرة – ممثلاً عن اتحاد الناشرين العرب.

فهذا اليوم لنا كناشرين ، يوم سعادة وسرور لكل الناشرين العرب بكافة ولزملائي الناشرين الأردنيين بخاصة بعدما نما وتطور معرض عمان الدولي للكتاب، وأصبح من المعارض العربية التي يحرص كل الناشرين على حضوره.

فكل التهنئة والشكر، للذين تحملوا وشاركوا في إقامة معرض عمان الدولي للكتاب ، وأخص زملائي في اتحاد الناشرين الأردنيين ، وفي مقدمتهم الأخ والصديق الأستاذ فتحي البس ولمعالي وزير الثقافة الأستاذ نبيه شقم، ولمعالي الأستاذ عقل بلتاجي أمين عمان الكبرى ووسائل الاعلام كافة.

وقبل ذلك فإنه يتوجب أن نرفع لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية اسمى آيات الشكر والتقدير غلى رعايته الكريمة لهذا المعرض، سائلين الله أن يوفقه في دعم مسيرة الثقافة العربية والحضارة الإسلامية.

يقام هذا المعرض في ظل ظروف عصبية تمر بها أمتنا العربية وليس أقدر من العاملين في مجال الكلمة في المساعدة على الخروج من هذا النفق المظلم، بتقديم الرؤى التنويرية من عقول المؤلفين والمبدعين العرب التي تتسم بها الثقافة العربية، للمواطن العربي ليعي مسؤوليته، ويحلى بالوعي الكامل.

وفي ظل الظروف التي نحياها جميعاً كعرب فإن الناشرين العرب، يواجه صعوبات كثيرة في صناعة النشر وهو يعاند هذه الظروف ليخلق من الضعف قوة، أمام واقع ليس ألا مفترق طريقين، إما أن نستسلم للانهيار الحاصل ، واما ام ننطلق لمواجهة المعوقات التي تعترضنا.

وهذا دور اتحاد الناشرين العرب الذي تأسس بقرار من جامعة الدول العربية رقم د.ع(37) بتاريخ 1969/4/4 م بناء على توصيات اللجنة الثقافية الدائمة، ليعمل الاتحاد تحت مظلة جامعة الدول العريبة، فهو اتحاد مهني غير ربحي، يتكون أعضاؤه من اتحادات النشر المحلية من كل بلد عربي .

ويضم اتحاد الناشرين العرب الآن خمسة عشر اتحاداً ، بالاضافة الى ممثلين عن البلدان العربية التي لم يؤسس فيها بعد اتحاد محلي ويبلغ اعضاء الاتحاد اكثر من سبعمائة ناشر عربي.

 ومن اهم اهداف اتحاد الناشرين العرب:

-       العمل على رفع مستوى مهنة النشر ، ووضع ميثاق شرف يلتزم به الناشرون العرب.

-       توطيد العلاقات والعمل المشترك بين الناشرين العرب .

-       تنمية الوعي الثقافي من خلال ترويج الكتاب .

-       توطيد الصلة بالمنظمات والاتحادات الاقليمية والدولية في مجال النشر .

-       العمل رعاية حقوق الناشرين وحماية مصالحهم في حرية النشر .

-       الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين العرب.

-       تذليل الصعاب التي تواجه الكتاب العربي وتخد من تداوله بين الدول العربية .

-       تذليل قيود الرقابة والتصدير وتخفيض الضرائب ورسوم الجمارك واجور النقل والاعلان.

وهناك عدد كبير من أهداف الاتحاد التي يلتزم بها الناشرون العرب أعضاء الاتحاد ، ويعمل مجلس الادارة الحالي في دورته الجديدة الثامنة على تحقيقها في ظل الصعاب التي تواجه صناعة النشر خصوصاً في الآونة الأخيرة.

إن التحديات والمشكلات التي تواجه صناعة النشر في الوطن العربي كثيرة ومتشعبة وليس من سبيل لمواجهتها الا بتعاون بين الناشرين واتحادهم، وتعاون الحكومات العربية مع اتحاد الناشرين العرب .

مع ضرورة إدراك الحكومات العربية ، بأنها اذا كانت تنشد النمو والتقدم لابنائها، فلا بد ان تعي بأنه لا يمكن لأي خطط تنموية ان تكلل بالنجاح وتوفر الحباة الكريمة لأبنائها لا اذا أولت اهتمامها للجانب الثقافي.

ونؤكد على ان حل معظم مشكلات صناعة النشر في الوطن العربي بأيدي الحكومات العربية ، وبالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب ، ومنها على سبيل المثال :

1.    تراجع عادة القراءة لدى المواطن العربي: الحل ان تقوم الحكومات بوضع مشروعات لها آليات  محددة لتشجيع وتحفيز الاطفال والنشىء على القراءة منذ الصغر، وتوجيه وتوعية الاسر مع إفساح مجال أكبر في وسائل الاعلام لعرض الكتب زمناقشتها مع مؤلفيها ورساميها.

2.    ارتفاع نسبة الامية في الوطن العربي : الحل يتمثل في ان تضع الحكومات خطة صارمة محددة للتخلص من هذه الآفة الخطيرة .

3.    عزوف المتعلمين عن القراءة: الحل بإنشاء المكتبات في الوزارات والمؤسسات والنوادي الرياضية والاجتماعية.

4.    تعاظم أجهزة الرقابة على الكتب: الحل يتمثل في ان تتخلى الحكومات عن الطريقة التقليدية في الرقابة على الكتب،وإتباع أساليب جديدة تراعي مستحدثات التقدم التكنولوجي مع احترام القيم والعادات في كل بلد عربي .

5.    تفشي ظاهرة التزوير والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية: الحل يتمثل في أن تضطلع الحكومات العربية بدورها في التصدي لهذه الظاهرة، وأن تصدر القوانين الصارمة والعقوبات المغلظة، مع نشر الوعي لدى المواطنين بأهمية احترام حقوق الملكية الفكرية.

6.    الارتفاع المستمر في معدل الضرائب والرسوم الجمركية :الحل يتمثل في ضرورة أن تعمل الحكومات العربية على تخفيضها أو إلغائها.

7.    الارتفاع المستمر في أسعار الدعاية والإعلان عن الكتب: الحل يتمثل في ضرورة ان تعي الحكومات والمؤسسات الإعلامية، ان وضع أسعار رمزية في مقابل الإعلان عن الكتب هو لصالح المجتمع في إرتقائه وتشجيعه على القراءة.

8.    ندوة المكتبات العامة وتواضع وقلة ميزانيات شراء الكتب: الحل يتمثل في ضرورة أن تفوم الحكومات العربية بالتوسع في إنشاء المكتبات العامة وان تخصص ميزانيات كبيرة وكافية لشراء الكتب لمكتبات المدارس والجامعات والمراكز الثقافية. 

تلك هي بعض التحديات التي يجدر بالحكومات العربية أن تتصدى لها لتسهم بشكل فاعل في النهوض بصناعة النشر، ليستطيع الناشر العربي أن يحقق رسالته في رفعة وتقدم أمته العربية في نشر العلم والثقافة بين أبنائها.

لجنة الاعلام والعلاقات العامة.