ميدل ايست أونلاين: مفاجآت الناشرين العرب في حصاد مؤتمرهم السنوي الخامس

ميدل ايست أونلاين: مفاجآت الناشرين العرب في حصاد مؤتمرهم السنوي الخامس

ميدل ايست أونلاين: مفاجآت الناشرين العرب في حصاد مؤتمرهم السنوي الخامس

الشيخة بدور القاسمي ترى أن الواقع مبشر برغم الصعاب، وأن صناعة النشر العربية تتطور للأفضل بشكل جيد.

أعلن الاتحاد العام للناشرين العرب البيان الختامي لمؤتمره الخامس الذي عقد افتراضيًا يومي: 15و16 ديسمبر/ كانون الأول 2020 تحت عنوان "صناعة المحتوى والتحديات"، وقد جاء فيه أنه استجابة لما ألقت به جائحة كورونا من تحديات وتعطيل لحركة النشر والثقافة في الوطن العربي، وقد عُقِد المؤتمر لمناقشة المشكلة واقتراح حلول لإعادة تنشيط حركة النشر المرتبطة بالحياة الثقافية العربية.
وخلال يومين من عمل المؤتمر، الذي انطلقت جلسته الافتتاحية بمشاركة شخصيات عربية وأجنبية، تم التركيز على الدفع نحو تطوير المحتوى وصناعة النشر والإنتاج الفكري والثقافي العربي، بما يتناسب مع حاجة المجتمعات العربية الراهنة.
وفي هذه الجلسة تحدث وزير الشؤون الثقافية التونسي الأسبق، الدكتور محمد زين العابدين، عن أهمية النشر ودوره في هذه المرحلة الفاصلة، وقدمت الشيخة بدور القاسمي، نائب رئيس اتحاد الناشرين الدوليين، رسالة طمأنت فيها المشاركين، بأن الواقع مبشر برغم الصعاب، وأن صناعة النشر العربية تتطور للأفضل بشكل جيد، بينما تحدثت الدكتورة حياة قرمازي، من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، عن واقع تطور صناعة النشر العربية ورؤيتها الساعية لتطوير هذا القطاع.
وأكد محمد رشاد، رئيس الاتحاد العام للناشرين العرب، أن رؤية الناشر العربي تركز على تحدي الأزمة الراهنة التي يمر بها هذا القطاع، وطالب بضرورة التوصل إلى مقترحات وحلول.
وقد أدار الدكتور محمد عبداللطيف الجلسة التي ناقشت المحور الأول المخصص لـ"المحتوى وأهميته وفوائده"، وفيها تحدث مدير إدارة المعلومات والاتصال في منظمة (الألكسو) الدكتور محمد الجمني، عن تجربة المنظمة في التعليم الإلكتروني، وأكد أن الناشرين العرب يطورون أداءهم ودورهم الرئيسي في العمل الثقافي والتعليمي؛ الورقي والرقمي، لافتًا إلى أهمية النظر لما صاغه التعليم الرقمي عبر توظيفه للتكنولوجيا، متجاوزًا الوسائل التقليدية، وأخذ هذه المسألة في الاعتبار.
أما إيمان حيلوز، الرئيسة التنفيذية لمنصة أبجد المتخصصة في المحتوى الرقمي، فبينت أن الاتجاه للنشر الرقمي يحارب القرصنة، ويمكّن من الوصول إلى غالبية الفئات، وبخاصة الشباب منها، وما يستتبع ذلك من زيادة في المبيعات وتحقيق عائدات مالية تساعد دور النشر على تطوير أدائها. ودعت لإطلاق منصات عربية للنشر الرقمي، مبينة أن جمهور الكتاب العربي واسع، متوقعة أن هناك أكثر من 180 مليون عربي، يستخدمون الأجهزة الوسيطة للوصول لمثل هذه المنصات.
وبدوره أكد حسام القماطي، المدير التجاري لـ (كتاب صوتي) ومدير النشر في (ستوريتيل) للمنطقة العربية، زيادة الإقبال على المحتوى الصوتي في الفترة الأخيرة ليتجاوز 6 % عن السابق، معتبرًا أن هذه نسبة عالية.
وأضاف بأن المحتوى الصوتي يمكن الاستفادة منه، فالطلب كبير عليه نظرًا لتزايد أعداد المستهلكين له باستمرار.
 كما لفت القماطي الأنظار إلى ارتفاع الطلب في الفترة الأخيرة على الكتب الصوتية في الوطن العربي، مبينًا أن منتجي الكتاب الصوتي يسعون إلى إقناع الناشرين بنجاح تجربتهم، عبر التعاقد مع شركات معنية وإيجاد القارئ المناسب المستعد للتغيير، لاسيما وأن عام 2020 شكَّل أكبر دليل على ضرورة التغيير؛ فالأرقام في تزايد، ولا بد من التركيز على ذلك مستقبلًا، والإبلاغ عن قنوات القرصنة عبر الناشرين.
وفي المحور الثاني الذي أدار جلسته الدكتور حسام لطفي، المستشار القانوني الخبير في مجال الملكية الفكرية، والذي كان موضوعه "أثر القرصنة على اقتصاديات صناعة المحتوى"، أوضح الدكتور عمرو شكري، القاضي في محكمة استئناف القاهرة، والمختص في جرائم المعلومات والقرصنة على شبكة الإنترنت، أن القرصنة أدت إلى تكبد الناشرين العرب خسائر فادحة، وذكر أن أهم أسباب تفشيها يكمن في عدم فرض قيود على الكتب المستوردة، وانتشار التكنولوجيا، وضعف التشريعات، والفشل في اتخاذ الإجراءات الرادعة.
وجاءت المفاجأة للكثيرين على لسان داليا إبراهيم، الناشرة ورئيسة مجلس إدارة دار نهضة مصر، عندما أعلنت عن تراجع نسبة الإنتاج العربي الجديد إلى 51 %، مبينة أن نسبة مبيعات الكتب الرقمية ارتفعت عالميًا، ولكنها حذرت من خطورة النشر الرقمي لأنه لا يمكن من خلاله ضمان الحقوق الفكرية للمؤلفين، والناشرين على شبكة الإنترنت.
محمد رشاد: اللجنة المنظمة عملت لأكثر من أربعة أشهر متواصلة للوصول إلى هذه المرحلة، وهو ما أدى إلى نجاح المؤتمر
كما أشار وليد أبو فرحات المحامي المختص بالملكية الفكرية أن القرصنة تؤثر سلبًا على الابتكار، وتؤدي إلى تدني في نوعية المؤلفات، وتؤثر سلبًا على إنتاج الكتب وعلى الاقتصاد. ودعى إلى المساهمة بإطلاق المبادرات لحماية الحقوق قبل القرصنة وليس بعدها.
في اليوم الثاني، استأنف المؤتمر جلساته، مستعرضًا تجارب عربية وعالمية في مواجهة الأزمة الراهنة، وكيفية تجاوزها بأسرع وقت، وشدد رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين السابق، الدكتور فتحي البس، على أهمية صناعة النشر باعتبارها قلب الصناعات الثقافية ورافعتها ومادتها الخام، وأنها أحد أعمدة التنمية البشرية المستدامة.
كما بين مدير عام دار المنهل خالد البلبيسي بأن "مشكلتنا كناشرين، تكمن في عدم مواكبة التطور الهائل في المرحلة الحالية، وارتفاع تكاليف الإنتاج والضرائب التي تؤثر سلباً على صناعة النشر".
ولفت إلى أن الشركات العالمية، بدأت مراجعة استراتيجياتها وخططها للتأقلم السريع مع التطورات الراهنة، موضحًا أن إتاحة المحتوى الرقمي للجمهور، ظاهرة اختصرت الزمن نحو الحل الرقمي، منوهًا بالمبادرات العربية في هذا الشأن، إلا أنها لم تلق الدعم الكافي، مشددًا على أن الجائحة أحدثت أزمة اقتصادية كبرى في أوساط الناشرين ما يستدعي المبادرة وبخطوات سريعة لإيجاد حل، وأنه على كل ناشر توفير منصات لبيع منتجاته، وتنظيم معارض افتراضية، وتقوية التسويق بشكل جيد.
أما الجلسة الرابعة التي عنوانها "تسويق المحتوى في ظل الأزمة الحالية"، فكشف رئيسها هيثم الحافظ، رئيس اتحاد الناشرين السوريين، ورئيس لجنة التطوير المهني بالاتحاد، أنه في القرن الماضي كنا نقول إننا نعيش في عصر السرعة، لكن هذه السرعة تضاعفت بشكل مذهل، فبتنا جميعًا في سباق محموم مع الزمن، لذا فعلينا أن ننطلق نحو تطوير صناعة النشر في الوطن العربي، مشيرًا إلى أن رؤيتنا يجب أن تنصب على تطوير التسويق، لاسيما وأننا اليوم أمام عالم افتراضي وبحاجة إلى تسويق جديد ورؤية جديدة.
وأضاف بأن التسويق لم يعد يشبه صورته الماضية، فهو يحتاج إلى توفر رؤية جديدة فاعلة ومفعلة. ودعا الناشرين العرب جميعًا إلى العمل معًا لتطوير صناعتهم وفق رؤية تسويقية متطورة، وأضاف بأن أفضل قاطرة تقود الشركات هي قاطرة التسويق في عالم تحول إلى اقتصاد المعرفة.
 وذكر ماضي الخميس، رئيس الملتقى الإعلامي العربي، أن من أسباب تعثر النشر، ضعف التسويق الذي بات همًا يطارد الناشر منذ زمن، وإن كان الكتاب الجيد يسوق نفسه، لكن الابتكار في التسويق واستغلال التكنولوجيا بات مطلوبًا.
ودعا الخميس لاستخلاص النتائج والعبر من الأزمة الحالية، ووضع رؤية استرشادية يمكن النفاذ منها نحو المستقبل، مبينًا أنه من الضروري دعم دور النشر والناشرين، باعتبارهم يقومون بأعمال ليست تجارية في مجملها، ولديهم رسالة ثقافية واجتماعية وتربوية.
كما تحدث الخبير الإعلامي في التسويق الإلكتروني وتسويق المحتوى عمار محمد مبينًا أن دور النشر عليها أن تعمل لتحقيق الانتشار من خلال الخبراء، مشيرًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تؤثر على عملية نشر الكتب، وتوجد اليوم أكثر من 1000 منصة نشر حول العالم، ولا بد من أن نحسن اختيار المنصات، لا سيما وأن نحو 80 % من الأفراد باتوا يتعاملون مع المنصات المختلفة، داعيًا دور النشر لاحتضان الجيل الجديد.
Arab Publishers
إيجاد وسيلة مشتركة بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة
ورأى محمد الفريح، مدير النشر في شركة العبيكان، أن الأزمة هي عبارة عن نمط معين من المشكلات والمواقف التي يتعرض لها الفرد أو الجماعة، معتبرًا أن الأزمات تصنع الفرص. وأشار إلى أن الأزمات التي يعانيها الناشرون حاليًا، ليست وليدة الجائحة فقط، فهناك كوارث وحروب وغلق أسواق وارتفاع أسعار، فضلًا عن هذا المحتوى الرديء، أو الذي تكون تكلفته عالية، أو الذي لا يمكن تطويره، ولذا لا بد للمحتوى من أن يكون في متناول الجميع في الوقت المناسب، وأن يكون مفيدًا وذا صلة بالمجتمع، معتبرًا أن التسويق في الأزمات يستهدف جمهورًا أكبر، ويؤمن دخلاً جديدًا ويوفر الوقت والمال ويكتشف فرصًا جديدة.
وفي الجلسة الأخيرة التي كانت بعنوان "تحديات المحتوى وتقلباته وأمنه" وأدارها سعد العنزي، مدير معرض الكويت الدولي للكتاب، قال السفير الدكتور محمد ربيع، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية، إن الكتاب الورقي ما يزال محافظًا على مكانته رغم التحديات، لكننا أمام تحديات تفرضها الجائحة، إضافة إلى التحديات الرقمية، مما يتطلب منا التعاون والتعاضد لإيجاد الحلول.
وبيَّن أنه من الأفضل إيجاد وسيلة مشتركة بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة، ووضع استراتيجيات واضحة وتطوير الإدارة، باعتبارها الأداة المهمة للأعمال الناجحة.
كما تحدثت جوهانا برينتون من شركة اوفر درايف عن المحتوى الأجنبي، وما يواجهه من تحديات، وهي تشبه إلى حد ما التحديات التي يواجهها الناشر العربي.
 وتلت ذلك نادين أشقر متحدثة عن المحتوى العربي، مشيرة لوجود تحديات تواجه صناعة الكتاب العربي، مبينة أن هناك نقصًا كبيرًا في الجانب الرقمي، كما أن هناك منصات للكتب بعضها ينشر نسخ  (PDF)، ويكون لذلك جوانب سلبية، لذا تم التحول إلى (EPUB3) وقالت إنها تلاحظ تطورًا ملحوظًا عند الناشرين العرب فيما يتصل بالنشر الرقمي، عبر أسلوب البيع والتفاعل والنشر الرقمي.
وفي الكلمة الأخيرة التي كانت من نصيب محمد عمر، مدير المحتوى العربي في "فيسبوك"، أشار إلى أهمية المنصات الإلكترونية، برغم انتشار كمية كبيرة من الأخبار الكاذبة فيها، مبينًا أن الأولويات يجب أن تركز على المعلومات الموثقة، وتطوير آليات كشف المعلومات المغلوطة والحد منها.
وعقب انتهاء الجلسات ألقى بشار شبارو، الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، كلمة شكر فيها جميع المشاركين على جهودهم لإنجاح المؤتمر، مستذكرًا فضل المؤسسين الأوائل للاتحاد، وأعلن أن أكثر من 500 شخص سجلوا في هذا المؤتمر.
ثم تحدث الناشر محمد رشاد، رئيس الاتحاد، مثمنًا جهود اللجنة المنظمة التي عملت لأكثر من أربعة أشهر متواصلة للوصول إلى هذه المرحلة، وهو ما أدى إلى نجاح المؤتمر، مؤكدًا حرص الاتحاد على تطوير عمله دائمًا، وتحقيق توصياته، بما يعود بالفائدة على عالم النشر.
وختم محمد السباعي، نائب رئيس الاتحاد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، بشكر كل من أسهم فيه.

Latest News

Arab Publishers